باب مقالات
الشباب العراقي وصناعة
السلام ونشر ثقافة التسامح والتعايش
أعدته للنشر: أسماء محمد مصطفى
ـ خاص بـ (حملة ثقافة
المحبة والسلام التي انطلقت بالتعاون بين دار الكتب والوثائق ومجلة
سماء الأمير الإلكترونية الرقمية).
يعد الشباب قلبُ الوطنِ النابضُ وأملهُ المتجدد، وهم الأقدر على
كسر دوائر العنف والجمود، والأكثر استعداداً لتقبّل الآخر،
والانفتاح على قيم التعايش والمحبة. الشباب هم الفئة التي لم
تقيّدها الصراعات الماضية بسلاسل الكراهية، ولا تثقلهم حسابات
الطائفية والسياسة، بل يحملون طموحًا صافياً لوطنٍ يسوده السلام
والعدالة.
في أعمارهم المتوقدة بالحيوية، يمتلكون الجرأة على الحلم، والقدرة
على التغيير، وهم الأقدر على استخدام أدوات العصر – من التكنولوجيا
إلى الإعلام – لنشر ثقافة التسامح والتواصل. وحين نستثمر فيهم، لا
نصنع سلاماً مؤقتاً، بل نؤسس لسلامٍ دائم، ينبع من عقولهم ويثمر في
أفعالهم، ليعيد للعراق وجهه الإنساني الأجمل.
نطرح هنا أسئلة جوهرية مستلهمة من واقع المجتمع العراقي، هي: ما هو
الدور الحقيقي للشباب في بناء السلام والتسامح والتعايش بين أبناء
الوطن؟ وكيف يمكن تحويل طاقتهم المتقدة إلى أدوات فعالة للتغيير
الإيجابي؟ ما الذي يجعل الشباب هم الأجدر بحمل راية التغيير وصناعة
السلام؟ كيف يمكن أن نؤهلهم معرفيًا ونفسيًا ليكونوا بناة سلام لا
متفرجين على الصراع؟ هل نمنح الشباب اليوم ما يكفي من الثقة
والمساحة للمشاركة في القرار والمبادرة؟ ما الدور الذي يمكن أن
تلعبه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة التسامح
من خلال الشباب؟ وكيف نستثمر في مشاريع ريادة الأعمال المجتمعية
لتكون جسرًا للتعايش والتنمية؟..
هذه الأسئلة عرضناها على مساعد الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي(ChatGPT)،
نموذج الذكاء الاصطناعي من (OpenAI)"، فزودنا بإجابات أشتغلنا
عليها، لتكون النتيجة المقال الآتي:
في ظل التحديات التي يشهدها العراق منذ عقود، تبرز قضية السلام
والتعايش والتسامح كأولوية لا يمكن تأجيلها، بل لا يمكن تحقيقها
إلاّ من خلال فئة تحمل بذور التغيير الحقيقي: الشباب. لكن، ما الذي
يجعل الشباب هم الأجدر بحمل راية صناعة السلام؟ وكيف يمكن تأهيلهم
وتمكينهم ليكونوا صناعًا فاعلين لوطن متصالح ومتماسك؟
لماذا نختار الشباب لصناعة السلام؟
لأنهم ببساطة لا يحملون أثقال الماضي كما تفعل الأجيال الأكبر.
إنهم جيل لم يتورط بشكل مباشر في النزاعات الطائفية ، وهذا يمنحهم
فرصة فريدة في النظر إلى الواقع بعين مختلفة، متفتحة على قيم
التعدد والانفتاح.
الشباب يتميزون بالمرونة الذهنية، والقدرة على التعلم السريع،
والحماس لتجريب ما هو جديد، وهذه كلها مقومات تجعلهم مؤهلين أكثر
من غيرهم لقيادة مبادرات ترسّخ ثقافة التسامح والتفاهم.
كيف نؤهل الشباب ليكونوا بناة سلام؟
التأهيل يبدأ من التعليم، فالمناهج الدراسية يجب أن تتضمن قيمًا
تتعلق بثقافة الحوار، وحقوق الإنسان، والتنوع المجتمعي. كما أن
الشباب بحاجة إلى برامج تدريبية عملية، تنمّي مهارات القيادة،
والتفكير النقدي، والعمل الجماعي.
ولا يقل عن ذلك أهمية الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة لأولئك الذين
عاشوا في بيئات متأثرة بالعنف أو النزاع، إذ لا يمكن بناء السلام
بأشخاص مجروحين نفسياً دون أن يُعاد تأهيلهم واحتضانهم.
هل نمنح الشباب ما يكفي من الثقة والمساحة للمبادرة؟
يشير الواقع إلى أن الشباب العراقي لم يأخذ دوره في مواقع اتخاذ
القرار، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو حتى في العمل المدني.
المطلوب هو منحهم مساحة حقيقية للتعبير عن رؤاهم، ليس فقط عبر
الكلمات، بل عبر المشاركة الفعلية في صناعة القرار، وتولّي
مسؤوليات حقيقية في مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بشكل أوسع.
ما دور الإعلام الرقمي ووسائل التواصل في تعزيز ثقافة التعايش؟
في عصر التكنولوجيا، يمتلك الشباب أدوات غير مسبوقة لنشر أفكارهم،
وتوسيع دوائر تأثيرهم. وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون منصات
قوية لنشر القصص الإنسانية، ومواجهة خطاب الكراهية، والترويج لقيم
التسامح.
لكن هذه المنصات سيفٌ ذو حدين، لذا لا بد من تمكين الشباب رقمياً،
من خلال دورات متخصصة في الإعلام المسؤول، والوعي الرقمي، وصناعة
المحتوى الإيجابي، حتى يتحول حضورهم الرقمي إلى عامل بناء لا
تهديم.
كيف تساهم ريادة الأعمال في بناء التعايش المجتمعي؟
ريادة الأعمال، خاصة المجتمعية منها، تُعد من أهم أدوات بناء
السلام المستدام، لأنها تعني خلق فرص عمل، وتعزيز الاستقلال
الاقتصادي، وتقوية الروابط بين الأفراد من خلفيات مختلفة عبر
مشاريع مشتركة.
حين يعمل شباب من مذاهب وقوميات متعددة في مشروع واحد، يتبادلون
الثقة والاحترام، وينتقلون من التنظير للتسامح إلى ممارسته فعليًا.
لهذا يجب دعم مبادراتهم بالتمويل، والإرشاد، والتسويق، لتتحول
أفكارهم إلى واقع ينهض بالمجتمع.
من التساؤل إلى التطبيق
كل سؤال يُطرح عن دور الشباب في بناء السلام هو في حقيقته دعوة
للعمل. لقد آن الأوان لأن ننتقل من الحديث عن "أهمية الشباب" إلى
العمل معهم ومن خلالهم. فهم ليسوا فقط الأمل، بل هم القوة الكامنة
التي إن أُطلقت في الاتجاه الصحيح، يمكن أن تُحدث تحوّلاً عميقاً
في مستقبل العراق.
السلام لا يُفرض من فوق، بل يُبنى من القاعدة، من الشارع، من
المدرسة، من الفكرة التي تولد في ذهن شاب حالم يرى في الوطن بيتاً
للجميع لا حلبة صراع. فلنمنح الشباب أدوات البناء، ولنكن شركاءهم
في الحلم، وفي العمل من أجل عراقٍ لا يُقسّمه الخوف، بل يوحده
الأمل.
|